مفاهيم التخطيط التعليمي
يوجد الكثير من المناقشات حول ماهية
التخطيط في كل الميادين بوجهات نظر وطرق مختلفة ، ومنطلقات متعددة ، الأمر
الذي أدى إلى تعريف التخطيط PLANNING بطرق متعددة وتناوله الكثير بطرق
مختلفة لأغراض متعددة ، ومفهوم التخطيط ليس بالمفهوم المتفق عليه بل توجد
تعريفات متعددة شأنه في ذلك شأن المفاهيم في العلوم الاجتماعية بوجه عام .
وفي
هذا الصدد يشير ( بريف وجونسون Prive and Johnson ) إلى أنه ليس هناك حتى
الآن مفهوم واحد مقبول حتى لمجموعة قليلة من العاملين في حقل التعليم
والمربين ، فيما يتعلق بما يتضمنه التخطيط التعليمي .
فالمدرسون على
سبيل المثال قد يرون التخطيط على أنه ذلك النشاط الموجه بواسطة المؤسسات
التعليمية من إعداد للمناهج والجداول الدراسية والتوقيتات المناسبة لتناول
الموضوعات ذات العلاقة بعملية تقويم التلاميذ .
وقد يراه البعض على أنه تلك العملية التي بمقتضاها يتم تحديد الحاجة من القوى العاملة المدربة المؤهلة .
وقد
ينظر إليه من وجهة اقتصادية على أنه تحديد الأولويات لبعض المشروعات
التعليمية المحددة ، وتحديد وتوزيع الموارد المختلفة المالية اللازمة لها .
وهناك
من يرى التخطيط التعليمي على أنه دراسة التكلفة والعائد ، وبالمثل يوجد من
يرى التخطيط على أنه نشاط متضمن كجزء من العملية الإدارية في وضع الأهداف
والغايات .
وأيما كانت الأسباب التي أدت إلى عدم الاتفاق حول وضع
تعريف موحد للتخطيط ، فإن ذلك لم يمنع بعض مفكري التخطيط من محاولة وضع
تعريف لمفهومه .
فلقد أشار ( مورفت وريان morphet & Ryan ) إلى
التخطيط على أنه " العملية التي بمقتضاها يحاول الفرد أن يحدد الأهداف
الملائمة ، والتي يحصل بها على المعلومات المتصلة بالموضوع ، والموافقة على
الخطوات ، والإجراءات التي صممت لتقابل الاحتياجات لكي تتحقق الأهداف
المراد تحقيقها " .
ويرى ( كومبز Coombs ) " أن التخطيط عملية مستمرة لا تهتم فقط بأين نذهب ؟ بل بكيف تذهب ؟ إلى ما تريد بأفضل الطرق الممكنة " .
يعرفه منصور أحمد علي :
"
أنه العملية الذهنية والعقلية والتي ترتكز على القدرات الذهنية للمخطط ،
ومن ثم فإن عملية التخطيط ، تتطلب أن يكون المخطط متسماً ببعض القدرات
الذهنية ، هي :
الذكاء والخبرة ، وقوة الملاحظة ، والحكم على الأشياء ،
وكذلك قوة الإدراك ، والتصور ، وطبقاً لهذا المفهوم فإن التركيز يكون على
العنصر البشري القائم بعملية التخطيط وهم المخططون " .
ويعرف نبيل السمالوطي التخطيط :
"
أنه المواءمة بين ما هو مطلوب ، وما هومتاح عملياً ، فهو يعني تعبئة
وتنسيق وتوجيه الموارد ، والطاقات والقوى البشرية لتحقيق أهداف معينة ،
ويتم تحقيق هذه الأهداف في فترة زمنية معينة تحددها الخطة ، وتعمل كل خطة
على تحقيق الأهداف ، بأقل تكلفة ممكنة عملياً " .
وفي نفس السياق يعرف عبدالله عبدالدايم التخطيط التعليمي :
"
بأنه النظرة الشاملة المتكاملة إلى المشكلات التربوية ، وهو رسم للسياسة
التعليمية في كامل صورتها الرسمية وينبغي أن يستند إلى إحاطة شاملة بأوضاع
المجتمع السكانية ، وأوضاع القوة العاملة والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية "
.
ويعرف سيف الدين فهمي التخطيط التربوي بأنه :
" عملية مقصودة تهدف إلى استخدام طرق البحث العلمي في تحقيق الأهداف التي سبق تحديدها في ضوء احتياجات المستقبل وإمكانات الحاضر " .
وعموماً
فإن التخطيط التربوي هو مجموعة الأنشطة المرتبطة ، والتي تحدد غايات محددة
للتنمية التعليمية لوقت معين محدود ، هذه الأنشطة تأخذ مكانها خلال عملية
تخطيط للتنمية الشاملة خلال إطار من الإمكانات المحددة ، بواسطة الموارد
المالية ، والاقتصادية ، والبشرية ، وخلال مجموعة من المعوقات ، ويجب أن
يؤخذ في الاعتبار أن التخطيط التعليمي والأهداف التعليمية لها صفة كمية
وأخرى كيفية ، والتي يجب أن تكون قابلة للتحقيق وفقاً للموارد المالية
والبشرية اللازمة لإتمام عملية التنفيذ .
ويشمل التخطيط التربوي
أيضاً دراسة الكفاءة الداخلية ، والفعالية وكذلك الإنتاجية للنظام التعليمي
، إلى جانب بعض الموجهات للتغييرات المطلوبة .
أن الاهتمام ليس فقط
بالجانب الكمي من التعليم كعدد الأماكن المطلوبة ، وعدد التلاميذ
والمدرسين والأجهزة وما إلى ذلك ، إنه يتضمن بعض المشكلات والقضايا الخاصة
بالتغيير والتطوير والابتكار ، وتقديم الجديد للنظام التعليمي والبرامج
ومحتوياتها ، وما إلى ذلك من اهتمام بجانب الكيف التي تعتبر أكثر أهمية من
الجوانب الكمية الأخرى .