منتدى مدرسة القديمة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 قصة من التراث الجزائري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احلام بن علية

احلام بن علية


الجنس الجنس : انثى
عدد المساهمات عدد المساهمات : 53
نقاط نقاط : 22
السٌّمعَة السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 17/10/2011
العمر العمر : 42

قصة  من التراث الجزائري Empty
مُساهمةموضوع: قصة من التراث الجزائري   قصة  من التراث الجزائري Emptyالثلاثاء يونيو 26, 2012 9:00 am


لونجة بنت السلطان

فلتكن حكايتي جميلة ولتمض كخيط طويل !

يحكى أنه في زمن ما ، في فصل الشتاء وتحت الثلوج ، خرج رجلان للصيد في الجبل . وقد اصطادا حجلة ، وعندما ذبحاها سال دمها على الثلج وصبغته بلونها الأحمر القاني ، فقال أحدهما :

ـ ما أسعد ذلك الرجل الذي يتزوج امرأة ببشرة بيضاء ناصعة كالثلج وحمراء قانية كالدم !

فأجاب الآخر :

ـ ليس هناك سوى لونجة ابنة " تسريل " من تملك هذه الصفات : بيضاء كالثلج وحمراء كالدم .

قال الأول :

ـ وأين توجد لونجة ابنة " تسريل " هذه ؟

فأشار الآخر إلى جهة وقال :

ـ هناك ، بعيدا جدا .

حينذاك تخلى ذلك الرجل الذي يحلم بامرأة بيضاء كالثلج وحمراء كالدم عن الحجلة لرفيقه ، ووضع بندقيته على كتفه ثم ذهب متبعا الاتجاه الذي أشار إليه رفيقه .

صار الرجل يمشي، ويمشي حتى مر يوم كامل وليلة عندما توغل في إحدى الغابات ، ثم شاهد دخانا يتصاعد من بين الأشجار فقال في نفسه : << لن أتوقف عن السير حتى أبلغ مصدر هذا الدخان>> واتجه نحوه وعندما بلغه وجد منزلا صغيرا محاطا بسياج من الأشواك . فنادى على أهل المنزل ، فخرجت منه فتاة سبحان من خلقها : كانت بشرتها بيضاء كالثلج وقرمزية كالدم .

قال الرجل :

ـ لقد ضيعت طريقي ولا أدري إلى أين أذهب . أليس بإمكانك أن تؤويني هذه الليلة باسم الله ؟

فأجابت :

ـ أنا ابنة " تسريل " . ابنة الغولة . وأمي قد ذهبت إلى الصيد وهي لن تعود إلا عند مغيب الشمس فإن كنت موافقا على الدخول رغم ذلك فادخل .

قال :

ـ أنا موافق .

ودخل الرجل .

وقدمت إليه الفتاة الماء والطعام ، وعند قدوم الليل خبأته في مخبأ تحت الأرض وأخفت مدخله باستعمال قصعة خشبية كبيرة وضعتها بالمقلوب .

وما إن انتهت لونجة من وضع الرجل في مكان آمن حتى سمعت أمها وقد جاءت . كانت تسريل الغولة تمشي متثاقلة : كانت تلمس الأرض والسماء في آن واحد ، أما رأسها فكان دغلا حقيقيا من الأشواك ، ولم تكن تستطيع الدخول إلا منحنية . ما إن تخطت عتبة الدار حتى تنشقت الهواء بعمق وقالت :

ـ إنني أشم رائحة ليست منا ، إنني أشم رائحة إنسان !

فردت لونجة :

ـ لقد مر متسول من هنا فأعطيته الصدقة باسم الله . ولا شك أنك تشتمين رائحته .

فتقدمت تسريل ثم أمرت ابنتها :

ـ قدمي لي عشائي !

قدمت لونجة إليها العشاء ثم ذهبت وجلست على القصعة الخشبية التي تغطي مدخل المخبأ الأرضي .

وعندما أنهت تسريل عشاءها قالت :

ـ هذه الليلة سأصبغ بالحناء كل القصاع والأواني الخشبية التي عندي .

ثم صارت تناديها بأسمائها ، فجاءت كلها واحدة بعد الأخرى ، ماعدا تلك التي كانت لونجة جالسة عليها فإنها لم تتحرك . فنادتها الغولة من جديد ، فقالت لونجة :

ـ دعيها فغدا يأتي دورها . أنا جالسة عليها وقد استرحت في جلستي هذا المساء فلا داعي لإزعاجي .

كانت تسريل تحب ابنتها فلم تلح عليها ، ثم لم تلبث أن غلبها النعاس فنامت .

تظاهرت لونجة بالنوم كذلك ، لكنها في الحقيقة كانت تترصد اللحظة التي تسمع فيها كل الحيوانات التي أكلتها أمها طيلة النهار وقد بدأت تصيح . وعند حوالي منتصف الليل بدأت تسمع الأبقار والعجلان وهي تخور ، والماعز والشياه تثغو ، والحمار ينهق والدجاج يقوقئ ، فاغتنمت الفرصة وخلصت الرجل وقالت له :

ـ أسرع ، إنها نائمة ، أطلق ساقيك للريح !

لكنه أجابها :

ـ لن أغادر إلا وأنت رفقتي ، لأنني ما أتيت إلى هنا إلا من أجلك .

فقالت :

ـ حسن .

ثم غادرا منزل الغولة .

لكن سياجا من الأشواك اعترض طريقهما ، فقالت لونجة :

ـ يا سياج العسل والزبدة ، دعنا نمر .

انفتح سياج الشوك من أجل أن يدعهما يمران ثم انغلق وراءهما . وصارا يجريان ويجريان بكل قوتهما ، لكن نهرا غزيرا ظهر أمامهما ، فتوسلت لونجة :

ـ يا نهر العسل والزبدة ، دعنا نمر .

انسحبت مياه النهر بين يدي لونجة والرجل ، وما إن عبرا إلى الضفة الأخرى حتى عادت المياه كما كانت .

استيقظت تسريل من نومها بينما كانت لونجة قد هربت . فنادتها الغولة :

ـ لونجة ، لونجة !

لكنها كانت تنادي في الفراغ . انحنت على المخبأ الأرضي ثم شمت الهواء ، ثم نظرت إلى سرير لونجة ففهمت ، ثم صاحت :

لونجة لما تخليتي عني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة من التراث الجزائري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مرق الكباب الجزائري
» خبز الدار الجزائري
» التعليم الجزائري بعد الإستقلال
» فريق الوطني الجزائري
» التعريف بالشاعر الجزائري مفدي زكريا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى مدرسة القديمة :: الفن الهادف :: منتدى الاناشيد المحلية-
انتقل الى: