منتدى مدرسة القديمة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 التدخين آفة العصر

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
meftah

meftah


الجنس الجنس : ذكر
عدد المساهمات عدد المساهمات : 35
نقاط نقاط : 21
السٌّمعَة السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 13/12/2011
العمر العمر : 43

التدخين آفة العصر Empty
مُساهمةموضوع: التدخين آفة العصر   التدخين آفة العصر Emptyالسبت يونيو 02, 2012 10:03 am

التدخين آفَـــــة ُالْعَصْـــــــرِ

مــقــــــــدمــــــــــــة
بسم الله الرحمن الرّحيم

الحمد لله ربّ العالمين ، الحمد لله الذّي أحلّ لنا الطّيبات وحرّم علينا الخبائث ، والصّلاة والسّلام على رسولنا الكريم محمّد صلّى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
لقد نهىالله تعالى عباده المؤمنين عن كلّ ما يضرّ أبدانهم و ينقص أديانهم ويحبط أعمالهم حفاظا على صحّتهم وحرصا على سلامتهم وسلامة غيرهم،لذلك قرّرت الشريعة أنّه لا يحلّ للإنسان أن يتناول من الأطعمة والمشروبات شيئا يضرّه ويؤدّي إلى هلاكه بسرعة أو ببطء، ومن ضمن الخبائث الّتي أجمع علماء الإسلام على نكرانها والنّهي عنها "تناول التبغ " بمختلف أنواعه وذلك لما فيه من أضرار خطيرة على الفرد والمجتمع ـ كما سيأتي ذكره فيما بعد ـ ولقد أبتلي بتناول التّبغ الكثير من أبناء المسلمين صغارا وكبارا وهم يتناولونه جهارا نهاراًًٌ بلا خوف من الله ولا حياء من النّاس ويعتبرونه من المباحات ويحسبونه هيّنا وهو عند الله عظيم .
إن التّبغ مخذّر قوي يسبب الإدمان ولكن للأسف لا ينظر إليه حاليا على أنّه من المواد المخذّرة الخطيرة لكونه غير ممنوع وغير محظور،فأغلب الحكومات والهيئات إلى الآن ليس لها الشجاعة الكافية للتّصدّي لهذه الظّاهرة وهذه الآفة بمختلف أبعادها، فالتّبغ يهلك الصّحة ويتلف المال ويفسد العلاقات في الأسرة والمجتمع .
نسأل الله السّلامة والعافية من هذه الآفة الخطيرة والهداية لجميع المسلمين - آمــــــــين



ماهيّة التّبغ :/

السّجائر،الدّخان،اللّفافة،الغليون،السّيجار،الشّمة...... وغيرها الكثير هي مصطلحات ومترادفات جمعت وأصّلت لآفّة خطيرة وظاهرة تشمئز منها النّفس وتعافها الطّباع السّليمة .
التّبغ هو نبات يزرع للحصول على أوراقه الّتي تصنع منها السّجائر أو الشّمة، ونبتة التّبغ من النّاحية الزّراعية تعدّ من فصيلة نباتات البطاطا والطّماطم، وهي نبتة تستطيع العيش في كل المناطق تقريبا ولكن موطنها المفضّل هو المناطق الّتي تنمو فيها نبتة العنب .
إنّ موطن التّبغ الأول هو القارة الأمريكية، وعند اكتشاف( كريستوف كولومبس للقارّة سنة 1492م وجد سكاّنها يدخنون التّبغ،وانتقلت الظّاهرة إلى أوربا سنة 1559م .
وفي سنة 1828م اكتشف العالمان الألمانيان (بوسلت ـ رايمون ) المّادّة الفعّالة في التّبغ وسميّاها النّيكوتين نسبة ل :جان نيكوت وهو أوّل من زرع التّبغ في أوربا .
يعتبر التّبغ مخذّرًا ويسبّب الإدمان لوجود مادّة النّيكوتين به, ولقد بيّنت الدّراسات بما لا يدع مجالاً للشّــك أنّ التّبــغ به 4000 مــادّة كيماوية من بينها 100 مـــادّة سامّة و63 مادّة مسرْطنة( يطلق عليها القطران) تسبّب السّرطان، ويعتبر النيكــوتين من أخطـــر المواد لأ نّهُ يقبض الأوعية الدّمـــوية ويسمّمُ الأعصـــاب، كما توجد مــواد المبيدات الحشريّة والزّرنيخ والسّيانيد السّام( الّذي يُستخدم عادة في غرف الإعــدام بالغـــاز بأمريكا ) والفُورمالدهيد (يُستخدم حــاليا لحفظ الجُثث ) وبُورميد الأمـونيا (النشــادر) الخانق،والأسيتون وغازات :أوّل أكسيد الكربون والميثان والبروبان وكلّها غازات سامّة .

التّدخين القاتل الأوّل في العالم

يُعتبر التّبغ حسب الاحصائيات العامّة القاتل الأوّل في العالم فهناك دراسة تقول أنّه خلال نصف القرن الماضي مات أكثر من 60 مليون شخص في العالم بسبب أمراض التّدخين وهو رقم يتجاوز بكثير عدد قتلى الحرب العالمية الثّانية،وذكرت الدّراسة أن معدّل الموت بسبب التّدخين أكثر 25 مرّة من معدّل الموت بسبب حوادث السّيارات أو القتل أو الأمراض المُعدية.
وفي دراسة أخرى فإنّ التّدخين وبين عامي 1990 و1999 أودى بحياة 21 مليون شخص نصفهم مابين سن 35 و 65 سنة، وخلال مطلع هذا القرن يتوقع وفاة 10 ملايين شخص كلّ سنة بسبب التّبغ، لكنّه وفي إحصائية أخرى حديثة قدّمتها منظمّة الصّحة العالمية ذكرت أنّ عــدد الوفيات جرّاء التّبغ من جانفي 2000 إلى غــــاية بدايـــة عــــام 2007 بلـــغ ( 37.487.095 وفاة ) أي مايقارب 37.5 مليون حالة وفاة عبر العالم، وتشير دراسة أخرى أنّ نصف الذين يدخنون في مرحلة المراهقة سوف يمُوتُون بسبب التّدخين و3/4 منهم سيمُوتُون قبل سن السّبعين، وفي الو،م،أ، وحدها بيّنت الإحصائيات أنّ 12 مليون أمريكي ماتوا منذ عام 1964 حتّى الآن و25 مليون مُعرّضُون حاليا للموت بسببه وأشارت بعض التقارير أن التّدخين يقتل 440 ألف أمريكي سنويا .

أسباب تناول التّبغ

توجد عدّة أسباب وعوامل قد تدفع الإنسان وبالأخص الشّاب إلى تناول التّبغ وغيره من المواد المخذّرة، وهذه الأسباب منها العامة ومنها الخاصة ويمكن تلخيصها في مُجملها فيما يلي :
1) تساهل الأولياء :/ عندما ينغمس الأهل في عادة التّدخين يصير سهلاً على الولد أن يعتقد بأنّ هذه السّجائر ليست بتلك الخُطورة الّتي سمع عنها وإلاّ لما أقبل أهلهُ وأقاربه عليها وبهذا فإنّ الأهل يشجعون أبنائهم بِطريقة غير مباشرة على تناول التّدخين، كما أن الأولياء الذين لا يراقبون أولادهم ولا يحذّرونهم ولا يعاقبونهم فإنّهم يدفعونهم إلى الإدمان على التّدخين .
2) القُدوة والمثل السّيئ وصحبة السّوء:/ الأب الّذي يدخن أمام أبنائه والأستاذ أو المُعلم الّذي يدخن أمام طلاّبه والشّخص المشهور الّذي يدخن أمام معجبيه أو أنصاره أو متتبعيه كل أولئك يدفعون غيرهم دفعاً إلى تقليدهم ومن ثمّ فإنهم يعطون مثالاً سيّئاً جدّاً للاقتداء ، كذلك مصاحبة الأشرار من مُتعاطي الدّخان وغيره،فإنّه يُؤدي حتماً إلى إدمان التّبغ، ذلك أنّ الكثير من الشّباب يخشون أن يختلفُوا أو يتخلّفُوا عن غيرهم، ويعتقدون أنّ هذا يُقلل من شأنهم وسط رفاقهم فيدخن الشاب مع المدخنين ويشرب مع الشّاربين وهكذا .
3) الرّغبة في المغــامرة :/ إنّ الشّباب يسرُّهم أن يتعلّموا أشياء جديدة وهم يحبون أن يظهروا أمام أقرانهم بمظهر العارفين بكلّ شيء وهكذا فإنّهم يُجرّبُون أُموراً مختلفة في محاولة لمعرفةِ كل شيء فيكفي للشّاب أن يُجرب السّيجارة للمرّة الأولى حتّى يقع في شِراكها ويُصبحُ من السّهلِ عليهِ أن يتناولها للمرّةِ الثّانيةِ والثّالثةِ وهكذا حتّى الإدمان .
4) توفّر السّجائر :/ إنّ أقرب السّجائر تناولاً للشّابِ هي تلك الموجودة في بيته، إنّ توفّر السّجائر والشّمّة وسهولة الحصُول عليها في البيت أو الشارع أو عند الأصدقاء هي من أسباب الإدمان .
5) الاعتقادات الخاطئة :/ يعتقد بعض الشّباب أنّ التّدخين هو أحد العناصر المكوّنة للرّجولة، ويعتقد البعض الآخر أنّه وسيلة لجذب النّاس إليهم، ويرى آخرون أنّ التّدخين مهدئ للأعصاب ويساعد على حلّ المشاكل النّفسية وأنّه يُؤْنِسُ الوِحْدة، ويملأ الفراغ، وغيرها وهذه كلها معتقدات وأوهام زائفة لا أساس لها من الصّحةِ .
6) تساهل الحُكُومات :/ الأطفال يستخفّون بخطورة التّبغ وذلك لكونهِ غير ممنوع مثل المخذرات أو الخمر وهذه الرؤية تُرسّخها فعلا الحكومات مادامت لا تمنع استهلاك وبيع التّبغ ،وذلك فقط سعياً وراء حصيلة الضرائب على التّبغ حيث تُحقق دخلاً كبيراً لها ولا تهتم كثيراً لسلامةِ وصحّةِ شعوبها وهذا الأمر مُنتشرٌ في كلّ دول العالم تقريباً .


تأ ثير الّتدخين على صحة الإ نسان :/

تقول منظمة الّصّحة العالمية في تحديدها لمفهوم الصّحة: " إنّ الصّحة ليست فقط الخلو من الأمراض ولكن هي وجود سلامة نفسية و عقلية واجتماعية .
إنّ التّدخين يسبب أضرارا بالغة الخطورة على صحة الإنسان فهو لا يترك مكانا من جسم الإنسان إلا وألحق به الأذى وذلك أمر معقول ومسلم به إذا ما أدركنا حقيقة بسيطة وهي أنّ المواد السّامة الّتي يحتويها التّبغ تسير مع تدفق الدّم في كل أجزاء الجسم وبالتالي فالأضرار الّتي يسببها التّبغ عامة لا حصر لها وسنحاول أن نوجز منها بقدر الإمكان :
- يعتبر التّدخين هو السّبب الرّئيسي لمرض سرطان الرّئة القاتل (85 ألف إصابة سنة 1977في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها ) ، إنّ نسبة الإصابة بهذا السّرطان تزداد بازدياد عدد السّجائر المستهلكة و ازدياد مدة التّدخين ، ويجب أن نعلم أنّ 80% من مرضى سرطان الرّئة لا يشفون .
-ولقد ثبت أيضا أنّ التّدخين يمكن أن يسبب بمرور الوقت سرطان الحنجرة وسرطان الشّفة والفم بما فيها - اللّسان وكذا سرطان المريء وسرطان الكبد والكلى والبنكرياس والمعدة وسرطان الجهاز التّناسلي . – كما أ نّ التّدخين يسبب التهابات اللّثة وإصابات العضلات وهشاشة العظام وآلام الرّقبة والظّهر وتحرّك العينين غير العادي وإصابتهما بالطّفيليات وعتمة العين وقد يؤدّي في النّهاية إلى العمى ، كما يسبب قرحة الإثني عشر وقرحة المعدة والتهابات عظام المفاصل .
- كما يسبب أيضا الكثير من المشاكل الجنسية تصل في النّهاية إلى العجز الجنسي ويؤدّي أيضا إلى التهاب القولون والاكتئاب والصّدفية وكرمشة الجلد وضعف جهاز المناعة وفقدان الأسنان وضعف السّمع ، وقد تصاب المرأة بالعقم والتّبكير في سنّ اليأس .
ويصاب المدخّن قطعا بالسّل والالتهاب المزمن بالجيوب الأنفية .
- وفي أمريكا يسبب التّدخين غير المباشر(السلبي)في موت 3آلاف شخص سنويا بسرطان الرئة و300ألف طفل يصابون بمشاكل العدوى بالجهاز التنفسي ،كما لا يخفى على أحد أن التدخين يسبب تغيرات في القصبات الهوائية تتطور تدريجيا حتى تسبب التهاب القصبات المزمن ويبدأ هذا المرض كسعال بسيط في الصباح لا يعيره المدخن أو حتى الطبيب أي اهتمام ثم يتطور هدا السعال إلى ضيق في التنفس ويحدث النزلات الصدرية المتكررة والصفير عند التنفس وفي الخالات المتقدمة يصعب على المريض القيام بأي جهد جسدي، ولقد أثبتت دراسات أجريت على المراهقين أن أمراض الرئة المزمنة قد تنشأ بعد تدخين من5إلى 10سجائر في اليوم لمدة عام إلى عامين، كما أن التدخين يسبب الإصابة بمرض الربو أو يعمل على مضاعفة الخطر للمصاب به.
- لقد ثبت كذلك أن التدخين يسبب تقلصا في شرايين القلب وهذا بدوره يسبب الذبحة القلبية ،ويبدأ هذا الضرر من تدخين السيجارة الأولى وحتى ولو لم يبلع المدخن الدخان إذ أن مادة النيكوتين تذوب في اللعاب وتمتص إلى الدم وتسري معه. والتقلص يلحق أيضا باقي شرايين الجسم وقد ثبت أنه أثناء التدخين يحدث تقلّصا مؤقّتا في قطر الشّرايين سيكون دائما إذا أدمن الشّخص على التّدخين ،
والصّغار هم الأكثر تأثّرا بالتدخين من الكبار لأن شرايينهم تكون أطرى وتتقلص بشكل أكبر،ذلك فضلا عن الأزمات القلبية القاتلة ،ولقد اتّضح أيضا أنّ التّدخين يزيد معدل الإصابة بالجلطات أو التّخثرات الدّموية و يسبب تلوث الدّم وتسمّمه بوجود الغازات والمواد السّامّة فيه .- كشفت إحدى الدّراسات أنّ التّدخين له تأثير على تساقط الشعر فالنيكوتين يسرع الصلع وذكرت الدراسة أن 75% من المصابين بالصلع (أعمارهم من 21إلى 22سنة)كانوا من المدخنين وبدءوا في سن الرابعة عشر أو الخامسة عشر.
-أخيرا بقي أن نعلم أن غير المدخن يتعرض عند مجالسته للمدخن لكل ما يتعرض له هذا الأخير من احتمال الإصابة بالأمراض سابقة الذكر،وتتضاعف فرص الإصابة والخطر إذا كان الشخص من مرضى الحساسية أو الربو أو القلب أو الرئة.


تدخــــين الأطــفـال :

إنّ التّدخين بقرب الأطفال الصّغار يمكنهم من استنشاق ما يعادل 102 علبة سجائر حتّى سن الخامسة ( التّدخين السّلبي ) لأن الرّضع و الأطفال المعرضين للتّدخين مازالوا في طور النّمو الجسماني و لاسيما وأنّهم يتنفسون بمعدل أسرع لذلك يصابون بأمراض تنفسية عديدة وخاصة الرّبو، والأطفال الرّضع الذين يتعرضون لرائحة بقايا التّبغ المحترق قد يتعرضون للموت الفجائي، ذاك هو حال الأطفال الّذين لا يدخنون فما بالُ الأطفال المدخنين ؟! وما أكثرهم ؟! نجد أن المراهقين أكثر عرضة للإدمان بسبب النّيكوتين لأنّ أدمغتهم لا تزال في طور النّمو ونجدهم يكتسبون عادة التّدخين من الأولياء والمدرسين و الزملاء الذين يدخنون، وذكرت إحدى الدّراسات أن 3 ملايين شاب أعمارهم دون 18 سنة يدخنون نصف بليون سيجارة سنويًّا، وتفيد دراسة بريطانية أنّ 40% من 332 طفلاً شملتهم هذه الدّراسة قد ظهر عليهم بعض مظاهر الإدمان بمجرّد تجريب التّدخين،و 237 طفلاً استنشقوا الدّخان فظهر عليهم الإدمان، وتوصل الباحثون إلى أنّ البنات يُدْمِنّ بسرعة أكبر من الأولاد .
إنّ أرقام ودراسات مخيفة تحتاج إلى التأمّل و التّحرك السّريع من كل الجهات لوقف هذا الخطر الدّاهم .
تأثير التّدخين على الجنين :/

لقد أثبتت الدراسات العلمية أنّ النّساء الحوامل المدخنات أو اللاّئي يتعرضن بكثرة للدّخان ،معرضات بنسبة عالية للولادة قبل الأوان وللإجهاض ولولادة الجنين ميّتاً أو لموت الطّفل في الأسابيع الأولى بعد الولادة،كما أظهرت الدّراسات بأنّ التّدخين عند الأم يسبب تقلصًا في شرايين الدّماغ عند الجنين، كما أنّ الغاز الموجود في السّجائر يُعرقل انتقال الأوكسجين من الدّم إلى الجنين، فيؤثر على نمو رئتيه ويُقلل سعتيهما، ويسبب قلّة وزن الجنين عامّة، وسبب ذلك وجود بعض المواد بالتّبغ كالنّيكوتين وأوّل أكسيد الكربون ومواد عطرية كربونية كالقطران تعبر المشيمة لدم الجنين، وأسفرت الأبحاث على وجود هذه المواد بدم أجنّة المدخنات أو المُعرضات لاستنشاق دخان التّبغ، لأنّ غاز أوّل أكسيد الكربون بدم الحامل يصل للجنين ويمنع وصول الأكسجين إليه، كما أنّ النّيكوتين يُقلّص شرايين الحبل الصُّرّي ممّا يُقلّل وصول دم الأم للجنين ويُقلّل بالتّالي من نموّه، ولهذا نجد أنّ موت الأجنة في أرحام الحوامل المدخنات نسبتهُ عالية مُقارنة باللاّئي لا يدخّنّ أو يتعرّضنّ لدخان التّبغ، كما وُجد أنّ ظاهرة موت الرّضع الفجائي بسبب التّنفس سببها تعرّضه للتّدخين السّلبي حوله، ويمكن أنّ يُسبّب ظهور حالة مزمنة من قلّة تنفس الرّضيع ويتلف النّمو العادي لجهازه العصبي المركزي لأنّ النّيكوتين يسبب تلف الخلايا في جذع المخّ .كما أثبتت الدّراسات من جهة أخرى أنّ امتناع الحوامل عن التّدخين في أي مرحلة من الحمل من شأنه أنّ يقلّل فرص الإصابة بالأمراضِِ عند الجنين وكلما كان الإمتناع مبكرًا كان تحسن صحّة الجنين أفضل ، أمّا اللاّئي لا يتوقفن عن التّدخين فإنّ أكثر من 90% من الأجنّة عندهم معرّضون للحالات السّابقة .


التّدخين تبذيرٌ للمال :/

إنّ شراء التّبغ يُعتبر تبذيرًا للمال بدون فائدة بل هُو شراء لسمومٍ مُهلكة، ولقد نهى الله تعالى عن التّبذير فقال عزّ وجلّ: {{ أنّ المُبذّرين كانوا إخوان الشّياطين وكان الشّيطان لربّه كفُورًا }} سورة الإسراء:27 . وقال رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلم ـ( إنّ رجالاً يخُوضُون في مال الله بغير حقّ فلهم النار يوم القيامة ) (رواه البخاري ) . وشراء الدّخان خوض في المال وإهلاكٌ له بغير حق، وإنّ إنسانًا لو اعتاد أنْ يُمزق أو يحرق ورقة نقدية بـ :100 دج كل يوم لوصفه النّاس بالجنون، فكيف يحرق مثل ذلك أو أكثر كل يوم في شراءِ التّبغ مُتلذّذًا به، بما فيه من هلاكٍ له في صّحّته وماله فأيّهما أحقُ بصفة الجُنون ؟ .
وعلى صعيد أعلى نجد أنّ الولايات المتحدة الأمريكية تُنفق سنويًا: 157 بليون دولار على التّدخين و75 بليون دولار على تكاليف العلاج الطّبي من أضراره و82 بليون دولار بسبب تقليل الإنتاج .
لذلك لا يجب أن نستهين أبدًا بما يُصرف على التّبغ ونعتبره مبلغًا زهيدًا، ولو قمنا بعملية حسابية بسيطة نجد أنّ المُدخن المتوسط يستهلك عُلبة سجائر يوميًا قيمتها على حسب النوع الرّائج 80 دج بمعنى أنّه يُنفق في الشهر 2400 دج على الدّخان وفي السّنة ينفق 28800 دج وفي عشر سنوات 288000 دج وهذا المبلغ لو وفرّه المُدّخن لكفل له أن يُؤدّي فريضة الحجّ أو أنْ يقتني سيارة مقبولة مثلاً أو غيرها من متاع الحياة المشروعة والمباحة وما أكثرها !. وهذا وكلّما زادت كمية التّبغ المستهلكة وطالت المدّة كانت الثّروة الضّائعة أعظم، فا تّعِظْ يا عبد الله هداك الله

التّدخين آفــة اجتماعية وبيئية :

إنّ ما يجعل التّدخين مصيبة وآفـة اجتماعية عظيمة كونه لا يقتصر على الإضرار بالمدخن فحسب،بل يتعدّى ضرره ليصيب كل المجتمع، فجلساء المدخن يتأثرون صحيًّا جراء ارتفاع نسبة أوّل أكسيد الكربون في الهواء وخاصة في الأماكن المغلقة كالبيت مثلاً و التأثير قد يصل حتّى إلى الجنين في بطن أمّه عند الحوامل المدخنات أو الجالسة قرب المدخن، كما أنّ التّدخين يسبب القلق وحدّة المزاج خاصة عند فقدانه وبالتّالي يكون سلوك المدخن سيئًا مع الآخرين ويتسبب في الكثير من المشاكل ولاسيما داخل الأسرة بين المدخن وبقية أفراد الأسرة .
كما أنّ المدخنين مُعرّضُون لطوارئ وحوادث العمل أكثر من غيرهم وتعاطيهم للتّبغ يسبب لهم الكثير من المشاكل في العمل، فتعامل البائع مع زبائنه والموظف مع زملائه ومع النّاس والمعلم أو الأستاذ مع طلبته وغيرهم،كل هذه التّعاملات ستتأثر بوجود عامل الإدمان على التّبغ، والأكيد أنّ أداء هؤلاء جميعًا سيتحسنُ لو أقلعُوا عن التّدخين .
إضافة إلى ذلك فإنّ التّدخين يلوث البيئة ويؤثر على المحيط إذا ما تأملنا وحسبنا عدد السّجائر الهائل الّذي يستهلك كلّ دقيقة فالنّسبة الطّبيعية للغازات في الهواء ستتغيّر حتمًا، كما أنّ إهمال أعقاب السّجائر يسبب حرائق كبيرة وكثيرة في البيوت وأماكن العمل والغابات وغيرها .
وبذلك يكتمل مثلث الخطر الّذي رسمه التّدخين ليكون مجال استهدافه فالصّحة في خطر والمجتمع في خطر فمن يُوقف هــــذا الخطــر .


التّدخين حــرام :/

إنّ الشّارع الحكيم و الخالق العظيم بسط لنا من الطّيبات و النّعم ما يغنينا عن سواها، وأحلّ لنا من الخيرات ما لا يُحصى كثْرةً ولا يُعدُّ دأبًا، ونجد أنّ ميزان الحلال والحرام معدّل ومُنّظم بحسب منفعة الإنسان من حيث هو إنسان قبل كل شيء، فالإسلام يُحلّ ما فيه فائدة للإنسان ويحرّم ما فيه ضرر له، والضّرر المقصود قد يلحق الإنسان في ذاته ( صحّته) أو في ماله ( ما يملكه بصفة عامّة ) أو في عرضه وشرفه وشخصيّته أو في دينه (إسلامه)، وقبل ذلك كلّه قد يسلب هذا الضّرر حياة الإنسان، وهذه هي الكلّيات الخمس الّتي تحميها الشّريعة الإسلامية، قال الله تعالى:{{ ويُحلّ لهم الطّيبات ويُحرم عليهم الخبائث .}} (1). و التّدخين هذه الآفـة المُتفشّية في كلّ المجتمعات، لو تأملناه جيّدًا واستقرأنا أضراره الهائلة الّتي يسبّبها لوجدنا أنّه عدُوّ الشّريعة وعدُوّ الإنسانية وعدُوّ الحياة كيف لا والشّريعة تحفظ صحّة الإنسان والتّدخين يهدمها، قال سبحانه وتعالى:{ ولا تُلقُوا بأيديكم إلى التّهلكة.} (2) . كيف لا والشّريعة تحفظ للإنسان ماله والتّدخين يُتلفه، قال عزّ من قائل:{ ولا تُبذّر تبذيرًا إنّ المُبذرين كانوا إخوان الشّياطين وكان الشّيطان لربّه كفُورًا. (3). كيف لا والشّريعة تحفظ للمسلم شرفه وهيبته وقيمته بين النّاس، أمّا التّدخين فيحُطّ من شأن صاحِبِه، بما يسبّبه له من رائحة كريهة وقلق دائم ومزاج حادّ يجعله منبوذًا ومكروهًا لدى الآخريـن ويُوصِلُ صاحبه أحيانًا إلى الشّجارِ والسّب والشّتم وغيرها من مُنكرات الأعمال والأقوال الّتي تُفسدُ على المرءِ إسلامه كلّهُ، وقبل هذا وذاك وكما رأينا فالتّدخين هو طريق الموت البطيء، فالمدخّن يقتل نفسه مُتعمّدًا لأنّه يعلم مخاطر التّدخين جيّدًا ثُمّ يُقبل عليه وهو ما يُسمى بالانتحار البطيء والإسلام يُحرّم الانتحار ونجد ذلك في قوله عزّ وجلّ:{ ولا تقتلُوا أنفُسكُم إنّ الله كان بكم رحيمًا }(4). إضافة إلى ذلك فالتّدخين يؤذي حتّى غير المدخنين والرّسول الكريم ـ صلّى الله عليه وسلم ـ يقولSad لا ضرر ولا ضِرار)(5) ويقول أيضاSad من آذى مُسلمًا فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله )(6) .
والدّخان فيه أذى للجار والصّاحب والجليس والأسرة والمصلّين وحتّى الجنين في بطن أمّه والملائكة الكاتبين .
أخي الإنسان كلّ ما سبق يبيّن أنّ التّدخين ظاهرة لا بدا أن نحاربها و نقضي عليها وأن نبتعد عنها نهائيًا .
أخي المُسلم كلّ ما سبق يبيّن أنّ التّدخين حرام ، حرام ، حرام ....... ولا مجال للجدال والنّقاش والتّأويل والتّخفيف، ويجب على كلّ مُسلم مدخّن أن يتوب فورًا، ويُقلع عن هذا الإثم ويبتعد عن هذا الخبثِ ، والشّقيُّ هو الّذي يُجادِلُ ويُكابِرُ من بعدِ ما تبيّن له الحق ويمرُّ بآياتِ اللهِ كأن لم يسمعها . فلا تكن شقيًّا أخــي الكريم وكُن من الّذين " قالوا سمعنا وأطعنا غُفرانك ربّنا وإليك المصير "

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ سورة الأعراف ( 157 )
ـ سورة البقرة ( 195 )
ـ سورة الإسراء ( 27.26 )
ـ سورة النّساء ( 29 )
ـ رواه أحمد والطّبراني
ـ حديث صحيح رواه أحمد وابن ماجه


بـــــيع التــــــّبغ : /

إنّ الله إذا حرّم شيئًا حرّم ثمنه، فبيع الدّخان حرام قطعًا تبعًا لحرمة شربه لأنّه من التّعاون على الإثم والعدوان المُحرّم بنصّ قوله تعالى:{{ وتعاونوا على البِرِّ والتّقوى ولا تعاونوا على الإثم والعُدوان }}(1).
والمال المكتسبُ من بيعِ الدّخان حرام وسحت لا خير ولا بركة فيه، وهو سبب لدخول النّار، قال ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ ( لا يدخل الجنّة لحمٌ نبت من السّحت وكلّ جسدٍ نبت من السّحت فالنّار أولى به.) (2) .
وقال أيضا: ـ( إنّ الله طيّبٌ لا يقبلُ إلاّ طيّبًا ) (3) .
لذلك يجب علينا أن نمتنع عن بيع الدّخان وأن لا نسمح ببيعه بقدر ما نستطيع ويجب أن نعلم وأن نقتنع بأنّ المال الحلال وإن كان قليلاً فهو خير من المال الحرام، وأعظمُ بركةً ونفعًا لقولهِ تعالى:{{ قل لا يستوي الخبيث والطّيّب ولو أعجبك كثرةُ الخبيث }} (4) . وقال ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ ( من ترك شيئًا للهِ عوّضه الله خيرًا منه ).
إذن يجب علينا أن لا نشارك في إيذاء وقتل النّاس فلا نشترِ لأحدٍ ولا نبيعُ لأحدٍ ، ويجب أن نؤمن أنّ بيع الدّخان ليس من أبواب الرّزقِ بل هو باب للشرّ وباب من أبواب النّار والعياذ باللهِ ، فهل يُعقل أن نسير في طريق الهلاك لنا ولغيرنا من أجل دنانير قليلة ؟! .
يجب على بائع التّبغ أن يتق الله :{{ ومن يتق الله يجعل له مخرجا ، ويرزقه من حيث لا يحتسب }} (5).
اللّهم أصلح أمورنا وأهدنا إلى الخيـــــر ، آمـــــين .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ـ سورة المائدة ( 2 )
(2) ـ رواه أحمد
(3) ـ رواه مسلم
(4) ـ سورة المائدة (100 )
(5) ـ سورة الطّلاق ( 3.2 )



الشّـــــــــــــمــــــّة :

الشّمّة هي عبارة عن تبغ غير محروق و تُخلط معها مواد كثيرة منها: العطْرون،التّراب،الإسمنت،الملح، الرّماد، الحنّاء،الطّحين ومواد أخرى متنوّعة وقد تكون الشّمّة " سادة" أي وحدها .
وللشّمّة أسماءٌ كثيرةٌ تُعرف بها ومنها : المُضغةُ، السّفة، التّنباك، السّعوط، النّشُوق، السّويكة، البرْدقان، العطرة,,,,,,. كما أنّ للشّمّة ألوانٌ كثيرةٌ فمنها السّوداءُ والحمراءُ والخضراءُ والصّفراءُ والبيضاءُ، وتُوجد الشّمّة في أماكن مُختلفة من العالم أين تُزرع وتُستهلك .
وتنتشر بكثرة في قارتي آسيا وإفريقيا وفي المنطقة العربية خاصّةً، والفرق بين الشّمة والسّيجارة أو الشّيشة هو أنّ الشّمّة تبغ عديم الدّخان وأنّ ضررها على من يتعاطاها فقط في حين أنّ التّدخين يضرّ صاحبه وغيره أيضاً.
ومن هذا المنطلق فإنّ كل ما يقال عن التّدخين من أسباب وضرر وأمراض وحكم شرعي هو نفسه عند الحديث عن الشّمّة، فأما الأسباب فهي الوازع الديني ( الايمان ) ومخالطة أصحاب السّوء الذّين يدفعون غيرهم لتجريب الشّمّة ومن ثمّ الإدمان عليها، والسّبب الآخر هو الفراغ ـ وهو ألدّ أعداء الشّباب ـ والذّي يُؤدي إلى تجربة كُل جديد غريب،وحب الاستطلاع والفضول في غير موضعه والبحث عن المُتعة المُضلّلة، فيقع الشّاب فريسة سهلة للشّمّة أو الدّخان أو المخدرات أو غيرها .
ومن الأسباب أيضاً: سهولة الحصول عليها ورخص ثمنها مقارنة ببقية أنواع التّبغ، وكذلك الاعتقاد الخاطئ بأنّ الشّمّة ليست مثل الدّخان في الضّرر أو الحكم الشّرعي .
وأمّا أضرار الشّمّة فلا حصرلها على غرار أضرار الدّخان لأنّها تحتوي على نفس المواد السّامة الموجودة في السّيجارة ففيها النيكوتين السّام الّذي يُسبّب الإدمان الخبيث وهي فضلاً على ما تسببه من أمراض القلب والدّم المختلفة والقاتلة فهي تُسبب سرطان اللّثة وإلتهاباتها وسرطان الفم وتشوّه منظره وسرطان اللّسان وإصفرار الأسنان وتسوّسها إضافة طبعاً إلى الرّائحة الكريهة وكثرة البصق ممّا يعافُه النّاس وينفرون منه وهي فوق ذلك مُتلفة للمال فلو ادخر متعاطي الشّمّة ما ينفقه على شراءها لوجد أنّه ثروة لا يُستهان بها ، أمّا عن الحكم الشّرعي للشّمّة فهي مثل حكم الدّخان تماماً: حرامٌ ، حرامٌ ، حرامٌ تناولها أو بيعها أو تداولها أو التّرويج لها ، وقد أفتت اللّجنة الدّائمة للفتوى بالمملكة العربية السّعودية ( المجلّد الثاني والعشرون ص: 142.141.140 ) : { ـ كل ما يُشمّ أو يتعاطى المخذرات على اختلاف أنواعها حرام ومن جملة ذلك الشّمّة }
{ .. يُحرم تعاطي الشّمّة ويجب على متعاطيها الإقلاع عنها بأن يصدق العزم وأنّ يكُون قويّ الإرادة في تركها وأنّ يُكثر من ذكر الله والاستغفار
{ ...والشّمّة مادّة خبيثة لأنها مركّبة من مواد خبيثة محرّمة، واستعمالها إثمٌ كبيرٌ، وهي مفطرة للصّائم كسائر المواد ...}انتهى .
ويُستند في تحريم الشمةإلى الآيات والأحاديث والأسباب الّتي ذكرت في تحريم الدّخان .


رســــــالة إلـــى غـــير المــــدخّــــــن : /

بداية يجب على الإنسان غير المُدخن أن يحمد الله ألف مرّة أنّ عافاه الله وجنّبه هذه العادة السّيئة وهذا الإدمان الخبيث وهذا السّم المُهلك ، ثمّ أنّه قد علمنا ممّا سبق أن أضرار التّدخين لا تقتصر على المدخّن فقط بل تتعدّاه إلى غير المُدخّن و خاصة الجالس بقربه أثناء التّدخين ، والّذي يتعرض لكلّ ما يتعرض له المدخن من أذى وذلك نتيجة ارتفاع نسبة أوّل أكسيد الكربون في الهواء المحيط به ، إضافة إلى ذلك فإنّ من يجلس مع المدخن وهو يدخن فإنه سيأثم بجلوسه معه ، إذا لم يُنكر عليه ذلك أو يترك المجلس لأن ذلك يعتبر رضاً بالمنكر الّذي نهانا عنه الإسلام ، قال تعالى :{ كنتم خير أمّة أُخرجت للنّاس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المُنكر } ، وقال الرّسُول ـ صلى الله عليه وسلم ـSadمن رأى منكم مُنكر فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان )، فكيف إذا كان هذا المُنكر يصدر عن صديق أو قريب ، لذا ينبغي لغير المدخنين أنّ ينتبهُوا لذلك وأن لا يسمحُوا ـ بقدر الاستطاعة ـ لأحد بالتّدخين عندهم لمصلحتهم أوّلاً ولمصلحة المدخنين ثانياً فإنكار هذا الفعل عليهم وتحسيسهم بأنه يُنقص من إحترامهم ومحبّتهم قد يكون عوناً لهم على تركه والتّوبة منه ، فلو تعاون الجميع لقلّ المدّخنون ولتضاءل التّبغ في مجالسنا وشوارعنا ولارتاح الجميعُ من مفاسده وأضراره .

الإقــــــــــــــــلاع عـــن التّـــدخـــــين : /

بعدما أصبح جلياً للعالم بأسره أنّ التّدخين آفـة خطيرة وسمٌّ قاتلٌ يفتك بالفرد ويلحق الضرر بالمجتمع وأنّ جميع الأعراف والأديان والقوانين والآداب تمقت هذه الآفـة وتحاربها وأنّ ديننا الإسلامي الحنيف على وجه الخُصوص حرّم التّدخين بشتّى أنواعه حُرمة صريحة لا ريب فيها ولا اختلاف ،بعد كلّ هذا آن الأوان لك أيّها المدخن أنّ تُقلع عن هذه العادة و تكف عن اقتراف هذا الذّنب والإثم اليومي وتحفظ صحّتك وصحة غيرك وتُعيد الهيبة لشخصيتك وتسترجع ودّ النّاس لك وحبّهم لمجالستك .
إنّ الإقلاع عن التّدخين ليس بالصعوبة الّتي يصفها البعض فالأمرُ أهون بكثير ممّا يتصورونه، فكلما يحتاجه هو الإرادة القوية والعزم والثّبات وتقويم النّفس ومحاربة الفراغ بشغل النّفس دائماً، ومع ذلك فقد خاض المختصون في هذا مجال كثيراً واقترحوا عدّة طرائق للإقلاع عن التّدخين نُوجزها كما يلي :/
1ـ الاتصال بطبيب نفساني ليقوم بدور الموجه ويصف الدّواء والطريقة المناسبة .
2ـ الانسحاب التّدريجي:تكمن إستراتيجية هذه الخطوة في التّقليل التّدريجي من تناول التّبغ وذلك بوضع جدول زمني لعدد السّجائر الّتي يتناولها المدخّن في اليوم حيث يتناقص العدد تدريجياً حتّى يصير معدُوماً ويكون ذلك مصحُوباً بمنع تناول التّبغ في أماكن مختلفة والتّي تزيد تدريجياً كمنعه في البيت ثمّ العمل ثمّ مع الأصدقاء وهكذا .....كما يكُون مصحُوباً أيضاً بتقليل عدد الأنفاس التّي يأخذها المدخن من السّيجارة الواحدة ويحرص على أن لا يأخذ نفس السّيجارة بعمق وبذلك يتخلصُ الجسمُ تدريجياً من احتياجه المستمر للنيكُوتين والقطران ويعُود إلى طبيعته .
3ـ الانسحاب الفُجائي : وفيه يتّخذ المدخن قراراً حاسماً بالإقلاع عن التّدخين ويحدّد يوماً بعينه ويتوقف نهائياً عن التّدخين، ويُصبح ذلك اليوم مُنطلق تجربته النّاجحة وبرهان عزيمته وإرادته ويوم توبته وتكفيره عن ذنبه الّذي لازمه طويلاً ,وله أن يفخر بذلك اليوم ويُحدّث به نفسه أو غيره، ومع أنّ هذه الطّريقة قد تكون أصعب الطّرق وتكون مصحوبة بالعصبية والقلق والأرق والصّداع وكثيراً من الأعراض إلا أنّها الأنْجحُ و الأنْجعُ والأكثر فاعلية، وأمّا تلك الأعراض فإنّها سرعان ما تزول بمرور الأيّام واجتياز الفترة الحرجة وبشكل عام فإنّ عملية الإقلاع عن التّدخين وبأيّة طريقة كانت تمرّ بنفس المراحل التّدريجية التّالية:


أ)ـ مرحلة التفكير والاقتناع : على المُدخّن أن يقرأ الكثير عن التّدخين وأضراره ويجمع الكثير من المعلومات والصُّور والتّجارب والنّصائح وأن يُحدّث ويُذكّر نفسه دائماً بتلك المعلومات والأضرار والمخاطر والأحكام الشّرعية الّتي عرفها حتّى تتحوّل تلك المعلومات إلى اقتناع تام بخطر التّدخين ومن ثمّ يتولد الإحساس التّام بكُره هذا السُم الّذي يُتلف به يومياً رئتيه وينخر جسدهُ ليصل في النّهاية لأن يعتبر الدّخان عدوّه ويمقت عادة التّدخين الّتي يقوم بها يومياً ويقرّر الكفّ عنها .
ب)ـ القرار : بعدما ترسّخت لدى المدخّن القناعة التّامة بخطر التّدخين عليه وعلى غيره يكون من السّهل عليه أن يتّخذ القرار بالإقلاع عنه نهائياً وعدم الرّجوع إليه، وهُنا عليهِ أن يختار الطّريقة الّتي تناسبه إمّا التّوقف الفجائي أو التّدريجي أو الاتصال بطبيب للعلاج والمساعدة النّفسية .
ج)ـ دعم القرار النّاجح: على النّاجح الّذي أعلن قراره بالإقلاع عن التّدخين وباشر تنفيذه أن يدعم نجاحه أكثر ليكتب لهُ الاستمرار المطلق إن شاء الله، وذلك من خِلال الإعراض عن أصدقاء السّوء والبُعد عن مجالس التّدخين وعن التّشهّي في معرفة وتجربة الأنواع الجديدة من السّيجارة وأن يُشغل نفسه دائماً، ويُحارب الفراغ والقلق بالقِيام بأعمال ايجابية كالمبادرة بالعبادة أو مُمارسة أنشطة رياضيّة مختلفة مع تناول الكثير من الماء ويُمكن تناول عصير الفواكه أو مضغ النّعناع أو حتّى العلكة أو الاستحمام لتقليل الرّغبة في التّدخين، كما يُمكن الاستعانة بالصيّام لأيام متتالية مع مُواصلة قطع التّدخين حتّى باللّيل، كما يُمكن الالتحاق أو تكوين مجموعة تُحاول الإقلاع عن التّدخين لإحداث التّشجيع والمنافسة الإيجابية ، ويُمكن كذلك وضع صُور مبيّنة لأضرار التّدخين في الغرفة للتّنبيه والتّذكير، كما يُمكن للمدّخن المُقلع أن يتناول بعض الفيتامينات وأن يستعين بالعلاج البديل( NICOTINE REPLACEMENT THERAPY)
والّذي قد يكون على شكل علكة تُمضغ أو علاج يُستنشق ( إسبراي ) .

مـــــــــاذا عــن الشّــــــمّة ؟

كلّ ما قيل عن الدّخان صالح لأن يُطبق على الشّمّة فيتم الإقلاع عنها تدريجياً بتخفيض كمية تناولها في اليوم وكمية ما يُوضع في الفم ومدّة وضعه إلى أن يصير معدوماً، أو يتم الإقلاع عنها مرّة واحدة بِقرار حاسم وشُجاع، وتلحقُ المُقلع عن الشّمّة نفس الأعراض سابقة الذكر من عصبية وقلق وأرق وغيرها، لكن يُمكنُه تجاوزها بالصّبر والتّحمّل وبمرور الوقت، مع وجوب شغل وقت الفراغِ والانشغال عن الشّمّة وتعويض الفراغ الّذي تتركُهُ بأشياء أُخرى كالعلك أو الحلويات وغيرها وشغل اليد بالسّواك وترك مجالسة أصحاب الشّمّة وكل أصحاب السّوء، وكذلك تناول البدائل العلاجية .
وفي الأخير تأكّد أخي المُدمن على الدّخان أو الشّمّة ـ أصلحك الله وهداك ـ أنّ أهم شيء في كل ما سبق ذكرهُ هو القرار ... بأن تتّخِذ القرار بِكُلِ جُرْأةِ وشجاعة واقتناع ، وتأكّد أيضاً أنّة لا يُوجد شيء اسمه الفشل المطلق ، بل هناك فشل المحاولة ، فإذا ما حدث لك ذلك بأن حاولت الإقلاع لكنّك عُدت مجدّداً للتبغ فعليك أن تتّخذ القرار من جديد وتُعيد المحاولة مرّة أخرى وأخرى حتّى يأتي التوفيق ويتحقق المبتغى ، وتوكل على الله دائماً فهو وحدهُ المُوفِقُ .
إنّ العزيمة القوية والإرادة الصّادقة وإخلاصُ النّية لله سُبْحانهُ وتعالى في ترك تناول التّبغ والدّعاء المستمر بالإعانةِ والتوفيق هي العوامل الأساسية للنّجاح ،فعُد أيّها المدمن إلى الله وألزم بابهُ أبداً فهو المُعين على كُل شيئ ، وألزم العبادة وخاصة الاستغفار ، قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ:{ من لزم الاستغفار جعل الله له من كلّ ضيق مخرجا ومن كلّ همّ فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب .}



ماذا يحدثُ عندما يُفارق المدخن السّيجارة ؟


عندما يُقلع المُدخن عن التّدخين فإنّ حالته الصّحية والنّفسية ستتحسن تدريجياً، وفُرص إصابتهِ بالأمراضِ الخطيرة كالسّرطان ستتناقص بشكل كبير، ويتم ذلك حسب تسلسل زمني مدروس كما يلي :

1) بعد 20 دقيقة : يُصبح الدّم طبيعياً وتعود ضربات القلب لوضعها الطبيعي وتعود حرارة الكفّين والقدمين كذلك إلى طبيعتها .
2) بعد 8 ساعات : تبدأ مادّة أوّل أكسيد الكربون السّامة في الاختفاء من الدّم وتبدأ نسبة الأكسجين في التّزايد .
3) بعد 24 ساعة : تقل فُرص حدوث الأزمات القلبية .
4) بعد 48 ساعة : تبدأ أعصاب الشّخص في التّكيف مع إختفاءِ النّيكوتين ويبدأ التّحسن في حاسّتي الشّمّ والذّوق .
5) بعد 72 ساعة : يحدث تحسّن في الدّورة الدّموية وسهولة في التّنفس .
6) من 14 إلى 90 يوم : تتحسن الدّورة الدّموية بشكل كبير، ولا يُحسّ المُقلع عن التّدخين بالتّعب أثناء المشي كما كان حال تدخينه وتتحسّن وظائف الرّئة بنحو 30% مع إختفاء النّيكوتين تماماً من الدّم .
7) بعد 9 أشهر : تختفي الكحّة والشّعور بالتّعب وتزيد طاقة الجسم بشكل كبير و يختفي القطران من الرّئة .
Cool بعد سنة واحدة : تقل ـ بإذن الله تعالى ـ احتمالات الوفاة الّتي تسبّبها أمراض القلب، ويقل احتمال الإصابة بسرطان الرّئة والحُنجرة والفم والمرئ ويكون المعدّل هو نفسه عند غير المُدخن .


مقـــــــتـرحــات عـــــــامّـــــة

إنّ هذا الباب واسع وكبير وفيه من الآراء والأفكار المبدعة الشّيئ الكثير لذلك سنذكر بعض هذه الأفكار المشهورة الّتي قد تصلح واقعياً ولكنّها حتماً ليست الوحيدة ومن ذلك :
ـ منع تداول وبيع التّبغ في الأماكن العامة وتعاطيه في الإدارات الرّسمية وتّشديد مراقبة ذلك ،ومعاقبة من يفعل ذلك بالغرامة وغيرها من العقوبات ، مثل ما طُبّق في المملكة العربية السّعودية وخاصّة في المدينة المنورة .
ـ منع إدخال التّبغ إلى السّلك التّعليمي بمختلف مستوياته وتفتيش الطلاّب والطّالبات بصُورة مستمرّة والمعاقبة بما يُناسب في حال ضبط التّبغ مع أحدهم .
ـ مقاطعة النّاس لبائعي التّبغ فلا يشترون منهم حتّى المواد الأخرى حتّى يتخلوا عن بيع التّبغ .
ـ التّحذير من تعاطي التّبغ ببيان مخاطره من خِلال البحُوث والوثائق والصّور والمعارض ودور الشّباب

الخــــــــــا تمــــــــــــــة

لعلّ كلّ من قرأ أو استمع لهذا البحث أدرك واقتنع أنّ التّبغ بمختلف أنواعهِ هو من أكبر الآفات والمعضلات الّتي تواجه العالم في عصرنا الحالي، وذلك لما ثبت عن هذه المواد من مخاطر رهيبة تفتك بالفرد والمُجتمع على حدّ سواء، وذلك كلّه يضع ضغطاً متزايداً على الأفراد والجماعات والحكومات والشعوب للنّهوض والتّصدي لهذه الظّاهرة بكل الوسائل المُمكنة، فليس بإمكان العالم القبول بهذه الخسائر البشرية والإقتصادية الهائلة، لذلك نلحظ تحركات كثيرة ومساعي حثيثة لمحاولة الحدّ من هذه الآفـة وفي هذا الصّياغ طالبت 188 دولة بوضع اتفاقية للسّيطرة على زراعة التّبغ وتصنيعه وحظْرِ الإعلانات التّرويجية وإصدار توجيهات خاصة تتضمن تحذيرات صحيّة تُوضع على علب السّجائر وزيادة الضّريبة على منتجات التّبغ، كما أن بعض الدّول أخذت خطوات جريئة للحدّ من انتشار التّدخين مثل فرنسا الّتي منعت تناوله في الأماكن العامّة ، وهنا نقول : أين نحن من كل ذلك ؟
إذا انسلخنا من ديننا وأصولنا المُحافِظة وكنّا مقلّدين للغرب فها هو الغرب يحارب التّبغ بكل ما يستطيع .
وإذا قلنا أننا مسلمون نعتز بإسلامنا فإنّه ينهانا بل يُحرم علينا تناول وبيع التّبغ، لذا وجب علينا أن نُدرك هذه الآفـة ونعي خطرها جيّداً ثمّ نُحدد الطّرائق والوسائل الكفيلة بمواجهتها ومن ثمّ القضاءُ عليْها .
نسأل الله بأسمائه الحُسنى وصفاته العُلى أن يتُوب علينا أجمعين وأن يُعافي كل من أُبتلي بتناول التّبغ أو بيعه أو التّرويج له أو صناعته أو توزيعه إنّهُ وليّ ذلك والقادر عليه ,آمـــيــن .


سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين .










الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
loenly.angel

loenly.angel


الجنس الجنس : ذكر
عدد المساهمات عدد المساهمات : 159
نقاط نقاط : 13
السٌّمعَة السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 05/05/2012
العمر العمر : 25

التدخين آفة العصر Empty
مُساهمةموضوع: رد: التدخين آفة العصر   التدخين آفة العصر Emptyالثلاثاء يونيو 05, 2012 11:58 am

الموضوع رائع شكرا برك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/#!/sidali.fw
 
التدخين آفة العصر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى مدرسة القديمة :: منتديات الأسرة :: قسم الأسرة والمجتمع-
انتقل الى: